ذعر داخل الإخوان.. التنظيم الدولي يعقد اجتماعًا سريًا بباكستان لعرقلة قرارات ترامب بالحظر
تسود حالة من الفزع غير مسبوقة داخل صفوف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، أعقبت توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بدراسة تصنيف عدد من فروع الجماعة كمنظمات إرهابية أجنبية.
وعقب قرارات ترامب بالحظر، دعا التنظيم الدولي لاجتماع طارئ على هامش مشاركة وفود الإخوان من مختلف الدول في المؤتمر السنوي للجماعة الإسلامية الباكستانية، الفرع المحلي للإخوان في الدولة الآسيوية. الاجتماع جاء بعد ساعات من توقيع القرار الأمريكي، في محاولة عاجلة لبحث تداعيات الخطوة التي اعتبرتها قيادات التنظيم الأخطر منذ سنوات.
وشهدت باكستان انعقاد مؤتمر التنظيم الدولي تحت عنوان «البحث عن نظام عالمي عادل»، وسط انحياز واضح من الجماعة الإسلامية الباكستانية بقيادة حافظ نعيم الرحمن لجبهة لندن بقيادة صلاح عبد الحق، على حساب جبهة إسطنبول (محمود حسين)، التي تغيّب ممثلوها عن الاجتماع بعد تعليق الأخير مشاركته في أنشطة التنظيم الدولي.
وشارك في المؤتمر وفود من أفرع الإخوان في مصر والجزائر والمغرب والعراق وعدد من الدول الآسيوية والأفريقية، إضافة إلى حركة حماس التي حضرت رغم إعلانها سابقًا فك ارتباطها بالتنظيم الدولي، كما شارك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبر وفد رسمي.
ومثل جبهة لندن عن الإخوان المصريين كل من محيي الدين الزايط، حلمي الجزار، صهيب عبدالمقصود، ومحمود الإبياري، بينما شارك صلاح عبد الحق، القائم بعمل المرشد، عبر تقنية الفيديو.
وعقد التنظيم خلال أيام المؤتمر ثلاثة اجتماعات متوازية: مؤتمر الأخوات (الفرع النسائي للإخوان)، مؤتمر الشباب والطلاب، والمؤتمر العام بحضور جماهيري واسع من قواعد الإخوان في باكستان.
وفي الاجتماع الخاص بالتنظيم الدولي، ناقش الحاضرون استراتيجية التعامل مع الحملة العالمية على الجماعة، خاصة توجيهات ترامب بدراسة تصنيفها إرهابية في مصر ولبنان والأردن. ووفق المصادر، اعترف المشاركون بوجود «خطر حقيقي» يهدد وجود التنظيم ونشاطه العابر للحدود.
وتوافق المجتمعون على تكليف كافة أفرع الإخوان في أوروبا والأمريكتين بتكثيف الضغط السياسي والإعلامي على الحكومات الغربية للوساطة لدى واشنطن بهدف منع صدور قرار الحظر، أو تخفيف تأثيره حال صدوره. كما تلقى المؤتمر تقارير من المكتب التنفيذي للتنظيم الدولي، تشير إلى حصول الجماعة على «تطمينات أولية» من بعض الدول بأن نشاطها سيظل قانونيًا داخل أراضيها، رغم القرار الأمريكي المرتقب.
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، كشفت المصادر أن الجماعة تعمل على مسارين متوازيين: الأول عبر منظماتها المرتبطة بها للضغط على الإدارة الأمريكية، والثاني عبر شبكاتها داخل الكونغرس ومراكز الأبحاث والمجموعات الحقوقية، بهدف إعاقة صدور القرار أو تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية القادمة.
وبينما يتزايد الخناق الدولي حول الجماعة، تواصل قيادة الإخوان في لندن وإسطنبول تبادل الاتهامات والتشكيك، في وقت تعتبر فيه قيادات الصف الأول أن أي تصنيف أمريكي رسمي سيشكّل «ضربة استراتيجية» تهدد قدرة التنظيم على جمع الأموال، وتنسيق التحركات، وإدارة أذرعه في الشرق الأوسط وأوروبا.
وبهذا، يتحول قرار ترامب إلى زلزال سياسي وتنظيمي لا تزال ارتداداته تضرب جسم الإخوان من الداخل، وتدفعهم لاجتماعات سرية وحملات ضغط دولية في محاولة يائسة لتفادي المصير الذي تقترب منه الجماعة أكثر من أي وقت مضى.





